ابراهيم الكابوس _تافراوت24

لايخفى على متتبعي الاحداث بمدينة تيزنيت او على الصعيد الوطني التهافت الكبير لرؤساء المجالس المنتخبة على مناصب المسؤولية سواءا داخل تنظيماتهم السياسية او داخل المؤسسات التشريعية مما يطرح إشكالا كبيرا حول فعالية مشاركة هؤلاء في تدبير الملفات علما ان المجالس التي يشرفون عليها تعرف اختلالات بالجملة.

تهافت هؤلاء على كل منصب يظهر نابع من نفسية مرتبكة غير قادرة على تحديد الأولويات. فكيف لرئيس مجلس جماعي او اقليمي او حتى رئيس للجهة أن يتقلد مسؤوليات اضافية في تنظيمات اخرى او في المؤسسة التشريعية و هو لا يؤدي مهامه كمنتخب محلي على اكمل وجه و بالكاد تطأ اقدامه مكتبه او يراه المواطنون ؟

بالله عليكم ما الذي سنستفيد محليا من انتخاب رؤساء المجلسين المحليين كبرلمانيين عن الدائرة ؟ هل من السذاجة القول أن صفة رئيس المجلس المحلي تقوي من حظوظ الترافع مركزيا لصالح المدينة ؟

شخصيا لا أعتقد ذلك لأن الرئيس الذي لا يستطيع حل مشاكل المواطنين البسيطة محليا لا أعتقد أنه يمتلك الجرأة لطرح ملفات على مستوى البرلمان و الوزارات المختصة بالرباط. فالرئيس الذي لا يملك رؤية واضحة لمشاكل المدينة و الاقليم لا ننتظر منه شيئا يذكر .

ثم ان التهافت على مناصب المسؤولية ليس رغبة في الدفاع عن المدينة و آمالها و طموحات ساكنتها انما رغبة في المزيد من الامتيازات و توسيع دائرة العلاقات و المشاريع الشخصية . منتخبونا لا تهمهم المدينة بقدر ما تهمهم طموحاتهم الشخصية في تسلق هرم السلطة و ما يليه من امتيازات.

ولا غرابة في أن نجد بعض الفاعلين المحليين و عموم الساكنة تهنئ هذا و ذاك في كل مناسبة يعلن فيها عن انتخاب أو تعيين أحدهم داخل هيئة معينة دون التساؤل عن مهامهم و انتظارات الساكنة منهم. وقد يعذر العامة لانهم ينظرون الى الامور من زاوية ضيقة مبنية أساسا على الانتماء الجغرافي والعرقي بحيث يعتقدون ان مجرد تواجد شخص من المنطقة في هيئة معينة فهو انجاز في حد ذاته وهو اعتقاد خاطئ.

ان المسؤولية الملقاة على عاتق رؤساء المجالس المنتخبة جسيمة و تبدأ بمعالجة مشاكل المواطنين اليومية وليس التهرب اليومي وعدم التواصل مع الساكنة، و تزداد هذه المسؤولية جسامة عندما ينتخب هؤلاء الرؤساء ممثلين للساكنة في المؤسسة التشريعية.

فهل يستطيع منتخبونا التوفيق بين مهامهم محليا وما هو منتظر منهم على مستوى البرلمان و الهيئات المختلفة ؟ أم ان هم التعويضات و الامتيازات الشخصية والعلاقات هو المهيمن؟

اذا كان الخيار الاخير هو الصحيح فلنصلي صلاة الجنازة على المدينة و الاقليم وتبقى أمال الساكنة سجينة أهواء و رغبات شخص أو أشخاص